المجموع الثمين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:

إن من أهم المهمات وأوجب الواجبات الاعتناء بتوحيد رب البريات، وتحقيق كلمة التوحيد وحماية جنابه من كل ما يضاده من شركيات وبدع وخرافات وخزعبلات، فلأجل هذه الكلمة قامت الأرض والسموات وخلقت لأجلها الخليقة، وبها أرسل الله تعالى رسله وأنزل كتبه وشرع شرائعه، ولأجلها نصبت الموازين، ووضعت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، وبها انقسمت الخليقة إلى المؤمنين والكفار والأبرار والفجار، فهي منشأ الخلق والأمر والثواب والعقاب، وعليها نصبت القبلة، وأسست الملة، ولأجلها جردت سيوف الجهاد، وهي حق الله على جميع العباد، فهي كلمة الإسلام، ومفتاح دار السلام، وعنها يسأل الأولون والآخرون، فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟

ولما كان هذا شأن علم التوحيد والعقيدة كان حرياً بكل ذي لب أن يسلط همته في تحصيل هذا العلم، كيف لا وبه نجاة المسلم وفوزه في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) المائدة/72.
وقال تعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) النساء/48.
وقال سبحانه مبينا أنه الغاية التي لأجلها بعث أنبيائه وأرسل رسله: ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) النحل/36، وجعله الغاية التي لأجلها خلق عباده: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات/56.    

وإن مما يدمي القلب وتدمع له العين ما ابتلي فيه كثير من الناس من الوقوع في الشركيات والبدع والخرافات جهلاً منهم وتزيينا لذلك من شياطين الإنس من أئمة البدع والضلال، فترى هذا يذبح القرابين لغير الله عز وجل من الأولياء في زعمهم، وتجد الأخر يتمسح بذاك القبر، وثالث يطوف به ورابع وخامس ....في سلسلة من البدع والشركيات تكشف عن حال مرير تعيشه فئام من هذه الأمة.

ومن هنا رأيت أن أجمع مادة تهتم بفتاوى التوحيد وما يضاده من شركيات وبدع..حتى يسهل لطالب العلم وغيره من عامة الناس الوقوف عليها والاستفادة منها والعمل بمقتضاها راجياً من الله تعالى التوفيق والسداد.
وقد يسر الله تعالى لي ، أن جمعت ما يقارب ثلاثة آلاف فتوى، على أن تكون في تطبيق على الهواتف المحمولة الذكية؛ لما لهذه التقنية من انتشار واسع في هذا العصر، لا سيما وأن أجهزة الهاتف المحمول أصبحت في متناول الصغير والكبير والذكر والأنثى والعالم والجاهل.
وسعياً في تقديم المحتوى النافع لمستخدمي هذه الهواتف كانت فكرة إنشاء هذا التطبيق .

وقد استفدت في تحصيل محتوى هذا التطبيق من كتب علمائنا المعاصرين:
1ـ مجموع الفتاوى للشيخ ابن باز رحمه الله  
2ـ مجموع الفتاوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
3ـ فتاوى الشيخ ابن باز من نور على الدرب
4ـ فتاوى الشيخ ابن عثيمين من نور على الدرب
5ـ فتاوى الشيخ ابن عثيمين من لقاء الباب المفتوح 
6ـ فتاوى علماء اللجنة الدائمة ( المجموعة الأولى والثانية ).
7ـ فتاوى الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله.  
8 ـ المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان.

وعملي في هذا الجمع كالآتي:
1ـ وضع عناوين رئيسية موافقة لأصل المسألة، من غير التزام بما كانت عليه في مصادرها.
2ـ ترتيب الفتاوى في أبواب مستقلة؛ ليسهل الرجوع إليها عند الحاجة.
3ـ تكرار المسألة الواحدة في عدة أبواب؛ لوجود المناسبة.
4ـ عزو كل فتوى إلى مصدرها مع توثيقها برقم المجلد والصفحة في الغالب. 
5ـ في النادر ما أقوم باختصار الجواب إن احتيج إلى ذلك، خشية الإطالة وتناسباً مع التطبيق.
6ـ أقوم بتخريج الآيات واجعلها بين قوسين

وأسأل الله تعالى بمنِّه وكرمه أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفعنا به يوم لا ينفع مال ولا بنون. وأن يعفو عنَّا وعن والدينا والمسلمين أجمعين، ومن كان سبباً في إخراج ونشر هذا العلم.  
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

كتبه: وهيب بن عبده بن عثمان المقطري